الجمعة، 19 أغسطس 2011

حكاية غضب

كان مرة واحد حكايتة بدأت يوم 28 يناير 2011 ...مش منضم لأى حزب او اى حركة او اى بتاع ...كل همه و كل اللى فى دماغة ازاى يوصل لشغلة اللى بعيد عن بيتة بحوالى 36 كم  !!! كل يوم 36 كم رايح و 36 كم جاى ...كان كل يوم بيدعى ربنا ان الرئيس مايكنش بيعدى الصبح عشان مايوقفش الطريق علية ..عشان يوصل مكان شغلة فى الوقت المظبوط .. لكن للأسف كان بيأخرة فيدعى علية و يتحسبن ...
يوم 25 يناير (كان يوم ثلاثاء) شاف الشباب وهما بيتظاهروا و عاوزين حقهم .. بس استغرب حق اية اللى عاوزينة دا ...؟ما هى البلد حلوه و جميلة و زى الفل !!! كان للأسف لابس نظارة سودا و مش شايف غير خيالاتة....و اخرتها العيال اللى بيتظاهروا دول دخلوا البوكس و تمرمطوا و اتبهدلوا.....السؤال بتاعه اللى بيلح عليه دائما ... لية الشباب دول بيقفوا فى فم الاسد ...لية بتظاهروا ؟؟ يا عم الباب اللى يجيلك منة الريح سدة و استريح ....وفى اخر يوم 25 يناير انتصرت قوات الشرطة على العملاء الخونة .. 
يوم 26 يناير كان هادى عن يوم 25 لكن كان فية مظاهرات بردوا مش زى امبارح لكن كان فية و كان نفس المنظر يوم 27 يناير ...و السؤال هو ...اخر دا كله اية ؟ ... !!!
يوم الجمعه 28 يناير كان اجازتة ... على الرغم من كدا لازم تليفونة مايتقفلش ...لكن الحكومة قفلت لة الثلاث خطوط ...مبقاش عندة حيلة غير انة يتحسبن بصوت عالى على البلد و على حكام البلد و على كل حاجة كانت ممكن تكون احسن و بهدلونا ...!!! حسبنا الله و نعم الوكيل
بعد صلاه الجمعه روح البيت عشان يقعد مع زوجتة الحامل ..و مايشدهوش اى شى يتفرج علية غير الاخبار ..اللى شاف مصر مختلفة عن اى مصر تانية كان بيشوفها كل يوم ...شاف شعب اصبح اسود مابيهمهوش اى شئ يقف قدامة .. سبحان الله..يا جماعة اية اللى حصل فى البلد ...؟ رفع السماعة وكلم مكان الشغل بتاعة وقال لهم ان لو فية اى حاجة كلمونى على تليفون البيت ...و كمل يومة عادى جدا بيتفرج على التليفزيون .. اكتشف ان النت قاطع كمان ..و مش عارف يبعت تقارير شغلة ... بس يا عم شغل اية دلوقتى .. دى البلد بتولع ... كان فاكر انها هاتكون زى يوم الاضراب اللى حصل فى مصر و هايخلص على خير .. لكن الموضوع غريب وصعب المرة دى ... مصر بتبكى فى كل مكان ...كانت اعصابة رايحة عشان ابوه و امه و اختة مسافرين اسكندرية عشان عزاء ...مش عارف يطمئن عليهم ...مش عارف يعمل اية ؟ مش عارف يوصل لهم ازاى ؟ اصبح الموضوع غريب ...و مصر بقت حزينة ورائحة الدخان فى كل مكان ..و السرقة بقت عينى عينك ....و المتوسكلات كترت و بتجرى بطريقة غريبة فى الشوارع ...ويسمع ان السجون اتفتحت ..و المساجين مبهدلين الشوارع ...الله اكبر .. اية الحل دلوقتى ؟مابين نار انه منتظر اهلة و مابين نار انه يحرس بيته ...و فى الساعة 11 اتصل بية الشغل و قاله ان المكان اتسرق ...و الحرامية شالوا الخزنة كلها ...عرف ان اليوم دا اسود يوم فى حياتة .. كمل فرجة على التليفزيون و شاف خطاب الرئيس و قال انة قام بأستقالة الحكومة .. لكن بعد اية ؟ بعد ما الفوضى حلت ..بعد ما فتحت السجون فى مصر كلها ... يمكن فوضى تحصل فى شارع , فى حى , فى منطقة , ياسيدى فى محافظة .....لكن البلد كلها ؟؟؟ حسبي الله و نعم الوكيل ..
شعر بعد ذلك فى ضياع مستقبلة ..ليس فقط مستقبلة بال مستقبل مصر كلة ...مصر اصبحت العراق الثانية , اصبحت الصومال الاخرى , اصبحت دولة همجية ... اخذ علبة سجائيرة و معه اخية كى يجلسوا فوق سطوح المنزل كى يشاهدوا وضع المنطقة . السحاب كان اسود الدخان كان ملئ بالهواء .. قال لأخية لا داعى للسجائير فنحن نشرب دخان منبعث طبيعى من الشرطة الغاشمة التى حتى لم تفرق بين بيوت الناس و الثوار ....اصبح القلق يحوم بة على عائلتة التى لم تصل من الاسكندرية حتى الان حتى جائت الساعة الثالثة صباحا و وجد ابية و امه و اختة ينزلون من سيارة تاكسى سجد لله شكرا وذهب اليهم كأنه لم يراهم من زمن و بعد ان دخلوا البيت و نظر الى جميع عائلته بصحة جيدة ... لم يهتم بأى شئ اخر سوى مستقبلهم ....و من هذه الحظة بدأ الأمل

ليست هناك تعليقات: