الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

لا تخبروا أمى



: ألو !!
: ايوة يا احمد انت فين ؟ 
:  انا فى التحرير يا بابا 
: انا مش قلت لك ما تروحش ...طب ربنا معاك سلام
دا كانت مكالمتى مع ابويا امبارح و انا فى ميدان التحرير .. من ساعة احداث 19 نوفمبر و انا على طول هناك .. بس كنت بخبى عن اهلى لكن امبارح بس صارحت ابويا بالموضوع . و انا عارف ان مش انا بس اللى بيحصل معاة نفس الموقف دا .. بيوت كتير و بيكونوا مسؤلين عن نفسهم لكن اهلم بيخافوا عليهم جدا .. المكالمة دى كانت جنب واحد ما أعرفهوش لكن حس انى خايف ارد على التليفون فقال لى : قول لأهلك الحقيقة انت مش بتعمل حاجة غلط .. و بالفعل قلت لأبويا انى فى التحرير .
كل يوم فى حياتى ليه بصمة فى دماغى إلا يوم امبارح كان يوم صعب جدا جـــــدا و اتسطــــــر فى دماغى بحروف من دهب 
انا شاهد عيان من ميدان التحرير ليوم 22 نوفمبر .. و الله العظيم دا اللى حصل .

وصلت التحرير من ناحية القصر العينى مع مسيرة جاية من المنيل ناحية شغلى انا و 3 زمايلى .. قبل ما ندخل التحرير عيونا بدأت تدمع و حسيت بصدرى مقفول و حسينا كلنا ان احنا عاوزين ندخل الحمام فى نفس واحد ازاى . ؟ مش عارف الشعور الغريب اللى يجيلنا مرة واحدة دا .... ارتحنا قدام المجمع شوية و بعد كدا قررنا ان ندخل شارع محمد محمود


 ... بصراحة انا وصلت لحد هارديز و ماعرفتش اكمل لحد جوه .. من كتر الناس و من كتر الدخان .. لكن كان فية ناس قايمة بالواجب اكتر منى و كتير و فى نفس الوقت فية سيارات اسعاف كتير ... والله كتــــــــــير جدا داخلة و خارجة من الشارع ..فبلاش احس ان احنا موقفين العمل بتاعهم ... و دخلت المترو من ناحية هارديز لاقيت ناس نايمة على الارض و تعبانة و ناس فى حاجة بيضا على وشها .. بس كتـــــير وقفت تحت مستنى صحبى و كانت الشبكة زفت و انا كان معايا (فودافون و موبينيل ) زبالة مافيش شبكة كويسة خالص     
لاقيت تليفونى بيرن و كلمت صحبى و قابلتة ورحنا على المجمع .. فى مكان خيمة اسمها 30 فبراير .. و الله عيال محترمة و كويسة جدا و كنت بهرج معاهم و بقول لهم يا عملاء يا مأجورين 
شويــة و جالنا شاب من الشباب الصغير (ناشئ) انا ما سألتهوش على اسمة اكتر ما سألتة الأصابة اللى فى رجلة سببها اية ؟ 
قال لى : ان العساكر داسوا على رجلة بالبيادة ... و كسروها و فكيت الجبس بس لاقيت رجلى بتوجعنى فالدكتور عملى جبس تانى .. واحد صحبى سألة انت ايه اللى جابك هنا  ؟قال عشان (مالــك) .
     : مالك مين ؟ 
     : واحد استشهد هنا فى الشارع بتاع محمد محمود .
     : تعرفوا ؟ .
     : لأ بس دا صاحب واحد صاحبى من الألتــــراس . 
و دا حالة و حال شباب كتير فى الميدان ....


وبعدها قررنا ان احنا نمشى من الميدان بس حصلت مفاجأة كل الميدان حس بيها ... حروق فى الوجهه والعين , كحة كتير 
مش انا و بس دا الميدان كله ... على الرغم من التعب مكانش فى غير رد واحد يردوا الثوار علية بنفس واحد .... ارحــــــــــــل .. ارحـــــــــــــــــــــــــل.

ليست هناك تعليقات: